من هم الموريسكيون في الأندلس؟؟
من هم الموريسكيون في الأندلس:
هو مصطلح بدأ استعماله بعد سقوط غرناطة وأطلق على المسلمين الذين اختاروا البقاء في شبه الجزيرة الإيبرية ورضوا بالعيش تحت حكم الممالك المسيحية .
وهي تشمل مسلمو غرناطة ، والمدنون وهم المسلمين الذين عاشوا تحت سلطة الممالك الإسبانية المسيحية شمالي إسبانيا عام 1082 بعد سقوط طليطلة .
وحسب معجم الأكاديمية الملكية الإسبانية فإن كلمة موريسكو مشتقة من كلمة مورو ، وهي لفظة تحمل في ثناياها احتقارا وانتقاصا وتطلق على الموروس الذين بقوا وعبدوا بعد سقوط غرناطة ، أو الذين احتفظوا بعروقهم وحافظوا على ثقافتهم العرقية ولم يتخلوا عن جذورهم .
وترتبط قصة المويكسيون بعد نهاية حكم المسلمين في الأندلس الذي دام حوالي 781 سنة ، وتتضح معالمها بعد تسليم السلطان أبي عبد الله الصغير مفاتيح غرناطة في 2 يناير/ كانون الثاني 149، حيث تشكلت بعدها أزمة خلفت ضحايا كثيرين من المسلمون، حيث عانى المسلمون من التهميش والتمميز العنصري تحت حكم الإسبان الكاثوليك وأجبروا على اعتناق المسيحية بالإكراه .
حيث اضطر العديد من الأندلسين على البقاء فيها على الرغم من الوضع المرير الذي عاشوه وبعضهم لا يزال حتى الآن لأنه الوطن الذي لا يعرفون غيره ، فأخفوا هوياتهم وعاشوا حياة مزدوجة مسيحيون علناً ومسلمون سراً.
كما استخدموا لغة خاصة بهم من اجل كتابة الكلمات الإسبانية باللغة العربية، لكن ذلك لم ينقذهم جميعا ، فمنذ أن خضعت غرناطة للنظام السياسي المسيحي الجديد الذي افتتحت افتتحت عهده الملكة إيزابيلا الأولى وزوجها الملك فرناندو الثاني نقضت العهود والوعود بمنح الأمان للجميع، وأجبر الأندلسيين على تغيير أسمائهم وألقابهم بعد عقد التسليم بعشر سنوات فقط .
حيث تنكر المسيحيون لكل ما تعهدوا باحترامه للابد ، كما منعوا من استخدام اللغة العربية وممارسة الشعائر الدينية والاحتفال بالأعياد الإسلامية ، وشن حملة شرسة لاجتثاث ثقافة المسلمين ، وأقاموا محاكم التفتيش منذ عام 1478 التي كانت تنفذ إجراءات قاسية في الأماكن التي سيطر عليها المسيحيون في غرناطة وشرعت بالتمييز والتعذيب لكل من يتهم بعدم ممارسة الشعائر الدينية المسيحية .
مقاومة الموريسكيون:
وقد اندلعت لسنوات عديدة انتفاضات وثورات من أجل الدفاع عن هويتهم وثقافتهم وقاوموا ببسالة دفاعا عن أرضهم وتراثهم ،حيث اندلعت ثورة حي البيازي في غرناطة عام 1499 احتجاجا على حملات التنصير ، وقدج استمرت شعلة الاحتجاجات فترة طويلة ، مع استغاثة وجهت لكل أشقائهم في كل مكان لدعمهم في محنتهم ، لكن قادة ما سمي “بحرب الاسترداد ” ردوا على هذه الاحتجاجات ببطش شديد،لتسريع مسار تحويل الجميع إلى المسيحية وطرد الرافضين بمشاركة المرتزقة .
وبعد سنوات صدر قرار بطرد المويسكيين جميعا بشكل نهائي من كل إسبانيا لتستمر عملية الطرد لسنوات من أبريل/ نيسان 1609- حتى سنة 1614، والقرار الذي نفذ بوحشية وصف بأنه أكثر الفصول قتامة في تاريخ إسبانيا واعتبرت المظالم التي تعرضوا لها إحدى أكبر عمليات التصفية والتهجير العرقي في تاريخ أوروبا آنذاك لما خلفت من كوارث و مجازر فظيعة ،وخلال 5أقل من سنوات اضطر نحو 300 ألف مسلم لترك بلادهم وواجهوا صعوبات من محاكم التفتيش وقرارات طردهم ، حيث أجبر المويسكيون على ترك بلادهم وممتلكاتهم وراءهم ،حيث كانت بلدان المغرب الكبير هي وجهة المبعدين الأولى مثل الجزائر والمغرب وتونس وليبيا .
كما تشتت الكثيرين في العالمين العربي والإسلامي ودول حوض البحر المتوسط ،وفي أوروبا وفي مختلف مناطق العالم وقاراته .