صلاة الاستسقاء
لابد للمسلم دائما من الشعور بافتقاره إلى الله جل وعلا وحاجته إليه، ولا يغتر بما تيسر من وسائل لتوفير الماء، هي في حقيقتها فيض من نعم الله تعالى، وليتذكر ان عدم نزول الأمطار إنما هو ابتلاء من الله تعالى لعباده ليرجعوا إليه، وذلك بعمل الصالحات والتوبة من الذنوب والمعاصي وبخاصة مع الزكاة، وفي هذه المقالة نقدنم لكم تفاصيل ومشروعية صلاة الاستسقاء وكيفية أدائها .
تعريف الاستسقاء :
هي طلب السقيا من الله تعالى بإنزال المطر عند الجدب ، ويكن الدعاء بطلب الغيث من الله على ثلاث صفات هي :
- الصلاة جماعة مع الخطبة والدعاء بصفة خاصة وهي أكملها .
- الدعاء في خطبة الجمعة كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم-.
- الدعاء في أي وقت بطلب السقيا.
ووقت مشروعية صلاة الاستسقاء: هو إذا حبس المطر وحصل الضرر من انقطاعه، وجفت الأرض وتضرر الناس من هذه الشدة التي أصابتهم .
حكم صلاة الاستسقاء: صلاة الاستسقاء هي سنة مؤكدة عن وجدو سببها، لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث عبد الله بن زيد -رضي الله عنه- قال:” خرج النبي _صلى الله عليه وسلم- إلى المصلى فاستقى، واستقبل القبلة، وقلب رداءه ، وصلى ركعتين”.
وقت صلاة الاستسقاء: من ارتفاع الشمس قدر رمح، وذلك بعد طلوع الشمس بريع ساعة إلى الزوال.
صفة صلاة الاستسقاء :
كم تكبيرة في صلاة الاستسقاء:
أولا الصلاة : وهي ركعتان بلا أذان ولا إقامة، يجهر فيهما بالقراءة ، يكبر في الركعة الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح ، ثم يكبر ست تكبيرات ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ويحمد لله ويثني عليه، ويصلى على النبي عليه الصلاة والسلام بين التكبيرات ، ثم يعود ويبسمل ويقشرع في القراءة .
ثانيا الخطبة: وهي خطبة واحدة بعد الصلا يكثر فيها من الاستغفار ، ومن سننها :
1- أن تتضمن الخطبة موعظة وتذكيراً للناس بما يُلين قلوبهم .
2- تعيين يوم للخروج إليها، ليكون الناس على استعداد لذلك .
3- الخروج إليها بخشوع وتضرع وتذلل، مع إظهار الافتقار غلى الله، قال ابن عباس – رضي الله عنهما- في وصف خروج النبي للاستسقاء: ” خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُتبَذلاًن متواضعاً، متضرِعاً، حتى أتى المصلى”.
4- الإكثار في خطبة الاستسقاء من الاستغفار والدعاءن ويكثر من الأدعية المأثورة مع رفع اليدين والإلحاح فيه ؛ لحديث أنس بن ملك – رضي الله عنه- كان النبي – صل الله عليه وسلم- لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع حتى يرى بياض إبطيه “.
5- قلب المسلح أو المعطف أو نحوهما في نهاية الخطبة والدعاء تفاؤلا بتغير الحال، وذلك بجعل يمينه على يساره ويساره على يمينه؛ لحديث عبد الله بن زيد – رضي الله عنه- :” أن النبي عليه الصلاة والسلام استسقى فقلب رداءه”.
وقت صلاة الاستسقاء في مكة:
وحسبما أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عن تحديد يوم الخميس أوقات إقامة صلاة الاستسقاء في مدن المملكة،وذلك بعد شروق الشمس بـ 15 دقيقة.
على أن يكون توقيتها في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وبريدة، والدمام في الساعة 6:40 ، و6:45، و6:17، و6:30، و6:6 على التوالي.
و توقيت الصلاة سيكون في أبها 6:26، وتبوك 7:3، وحائل 6:41، وعرعر 6:47، وجازان 6:24، ونجران 6:18، والباحة 6:32، وسكاكا 6:51.
حكم صلاة الاستسقاء للمرأة في بيتها:
مشاركة المرأة في صلاة الاستسقاء التي تقام في المساجد والمصليات فإنها مشاركتها لا حرج فيها، وتصلي الاستسقاء مع الجماعة .
أما بخصوص صلاة المرأة لصلاة الاستسقاء وحدها في المنزل ن فإن جمهور العلماء يقول لا تصلي المرأة صلاة الاستسقاء وحدها في البيت على صفة صلاة الاستسقاء ، وذلك لأان الأصل في العبادات هو التوقيت ، ولا تصلى صلاة الاستسقاء إلا على صلاة جماعة .
لذلك فإن أداء صلاة الاستسقاء لشخص بمفرده سواء كان رجل أو امرأة في بيته لا تصح بسبب عدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
من فاتته ركعة من صلاة الاستسقاء:
حسب أقوال أهل العلم أن ما يدركه المسبوق مع الإمام هو أول صلاته، وما يأتي به منفردا هو آخر صلاته ، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- :(إِذَا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَةَ فَامْشُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ ، وَلَا تُسْرِعُوا، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا) رواه البخاري (636) ومسلم (602) .
ولا فرق في ذلك بين الصلوات المكتوبات أو صلاة العيد أو الاستسقاء أو غيرها ، فلو أدرك المأموم ركعة من العيد، كانت هي الأولى في حقه ، ثم يقوم بعد سلام الإمام فيأتي بالركعة الثانية ، فيكبر في أولها خمس تكبيرات ؛ لأنها الركعة الثانية في حقه .
وإذا أدرك ركعة من الاستسقاء ، قام كذلك فأتى بركعة يكبر في أولها خمس تكبيرات ؛ لأنها الركعة الثانية في حقه .
وإذا أدرك السجود من الركعة الثانية أو أدرك التشهد الأخير ، قام فأتى بركعتين يكبر في الأولى سبعاً أو ستاً بعد تكبيرة الإحرام ، ويكبر في الثانية خمساً غير تكبيرة القيام .
ما يستحب عند نزول المطر :
1- الوقوف في أول نزول المطر والتعرض له؛ لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث أنس -رضي الله عنه- قال:” أصابنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عله وسلم- مطر، قال: ” فحسر رسول الله -صلى الله عليه سولم- ثوبه حتى أصابه من المطر‘فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا ؟ قال:” لأنه حديث عهد بربه تعالى”.
2- الدعاء بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن ذلك: حديث عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كاذ إذا رأى المطر قال:” اللهم صيّباً نافعاً”.
وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد:
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۖ فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ ۗ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ 24 وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ 25 وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۚ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ 26 وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ 27 وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ 28 وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ 29 وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ 30 وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۖ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ 31 وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ 32 ) سورة الشورى.