جهيمان العتيبي
ظهر اسم جهيمان العتيبي قبل ٤ عقود عام 1979 أول القرن الهجري 1400،بعد أن تمكن من إقناع أتباعه بظهور المهدي واقتحام المسجد الحرام في مكة المكرمة ،لينتهي المطاف به وأتباعه بمقتل المهدي المزعوم وععد من أتباعه وإعدام جهيمان فيما بعد .
جهيمان العتيبي :
جهيمان العتيبي هو مواطن سعودي قام هو نفر من جماعته باقتحام الحرم المكي عام 1979 إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز، طالبين البيعة لمحمد بن عبد الله القحطاني صهر جهيمان بزعم أنه المهدي المنتظر.
هو جهيمان بن محمد بن سيف الضان الحافي الروقي العتيبي من مواليد في 16 سبتمبر/أيلول عام 1936 في مدينة ساجر التي تتبع محافظة الدوادمي، وهو من قبيلة عتيبة فخذ الصقور البدو الذين شكلوا القوة الضاربة في جيش الملك عبد العزيز في مرحلة التأسيس.
والده محمد بن سيف كان مرافقا لـسلطان بن بجاد وشارك في معركة السبلة ضد الملك عبد العزيز، وجده سيف يلقب بـ”سيف الضان” أحد فرسان البادية.
لم يعرف عن جهيمان أنه التحق بتعليم نظامي، ولم يثبت أنه تلقى تعليما جامعيا دينيا نظاميا في مكة المكرمة والمدينة المنورة، خصوصا أن صديقه ناصر الحازمي يؤكد أن جهيمان غادر مقاعد الدراسة وهو في الصف الرابع الابتدائي ،وقد عمل كسائق شاحنة في الحرس الوطني السعودي للمدة 18 عاما.
تأثر جهيمان في شبابه أوائل ستينيات القرن العشرين بفكر “جماعة الدعوة والتبليغ”، لكنه انخرط لاحقا في “الجماعة السلفية المحتسبة” وأصبح مسؤول الرحلات فيها، والتي كانت تركز على الاهتمام بمنهج السلف ومحاربة البدع والمنكرات، انطلقت من المدينة بصفتها العلنية الدعوية والاحتسابية وقد حظيت بدعم رجال الدين وعلى رأسهم بن باز والشيخ أبو بكر الجزائري،.
مرت الجماعة بأطوار متعددة بدأت بانشقاق جهيمان العتيبي عن النظام الحاكم وانشقاقه عن بن باز ،وفي عام 1399 هـ أبلغ محمد بن عبد الله القحطاني صهره جهيمان -الذي يقاربه في العمر فهو من مواليد 28 سبتمبر/أيلول عام 1935ـ أنه رأى في منامه أنه هو المهدي المنتظر، وأنه سوف يحرر الجزيرة العربية والعالم كله من الظالمين.
اقتحام البيت الحرام :
وفي محرم عام 1400 هجري الموافق 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر يحملون نعوشا، وأوهموا حراس المسجد الحرام أنها نعوش لموتى سيصلون عليها صلاة الميت في الحرم بعد صلاة الفجر، والحقيقة أنهم خبؤوا داخلها الأسلحة والذخيرة .
وبعد انتهاء صلاة الفجر قام جهيمان العتيبي أمام المصلين ليعلن نبأ ظهور المهدي المنتظر وهو صهره محمد بن عبد الله القحطاني ،وأنه يفر من أعداء الله ويجب الاعتصام داخل المسجد الحرام .
حيث طلبوا من جموع المصلين مبايعته، وأوصدوا أبواب المسجد الحرام فوجد المصلون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام، وفي نفس الوقت كانت هناك مجموعات أخرى من جماعة جهيمان تقوم بتوزيع منشورات ورسائل وكتيبات كان جهيمان قد كتبها.
احتجز جهيمان وجماعته كل من كان داخل الحرم بمن فيهم النساء والأطفال ثلاثة أيام، أخلوا بعدها سبيل النساء والأطفال وبقي عدد من المحتجزين داخل المسجد.
منذ اللحظات الأولى لحدوث الاقتحام حاولت الحكومة السعودية حل الموضوع وديا مع جهيمان بدعوته إلى وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين والاستسلام والخروج من الحرم إلا أنه رفض، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الصلاة والمناسك في البيت الحرام وتبادل الطرفان إطلاق النيران.
حاولت الحكومة السعودية حسم الوضع بأسرع وقت ممكن لإعادة الأمن وشعائر العبادة إليه والقبض على المسلحين أحياء لمحاكمتهم،وبعد أسبوعين تدخلت قوات الحكومة السعودية معززة بقوات الكوماندوز من فريق فرنسي في هجوم استخدمت فيه تقنيات عسكرية جديدة لم يعهدها جهيمان وأتباعه، فسقط منهم عدد من القتلى من بينهم صهره، وشكل مقتله صدمة كبيرة لأتباع جهيمان الذين اعتقدوا أنه المهدي المنظر وأنه لا يموت، فبدؤوا في الانهيار والاستسلام تباعا، واستسلم جهيمان أيضا.
وقد تم تنفيذ حكم الإعدام حدا بالسيف في من تمت إدانتهم في هذه الواقعة حسب أحكام القضاء الشرعي السعودي، في 61 مدانا في مقدمتهم جهيمان العتيبي وسجن 19 آخرون ،في 9 يناير/كانون الثاني 1980.