من الأشهر الحرم
نقدم لكم في هذه المقالة تفصيل وتبيان للأشهر الحرم وتفصيلهم وبيان فضلهم ومكانتهم وسبب تسميتهم بهذا الاسم .
الأشهر الحرم :
تعتبر الأشهر الحرم هي الأشهر التي تتوقف فيها العرب عن القتال في فترات ما قبل الإسلام ،ويكون القتال فيها دفاعا عن النفس والأرض .
وجاء الإسلام ليؤكد هذه الأشهر مصداقا لقوله تعالى :””إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم”،حيث أن الأشهر الحرم هي الأشهر التي كتب الله فيها العهد والأمان على المشركين .
و الأشهر الحرم سميت بذلك لأن الغزوات والمعارك كانت تتوقف ويحرم فيه القتال ،ماعدا الدفاع عن النفس والمال فلا يحرم في تلك الأشهر .
ومن منزلة الأشهر الحرم أن الله جعل الذنوب والمعاصي فيها أشد إثماً، بينما جعل الطاعات والعمل الصالح أعظم ثواباً وأجراً، كما أنّ الظلم في هذه الشهور الحرم أشد قُبحاً، وأعظم وِزْراً عمّا سواها من الشهور، ولذلك كان لتلك الشهور حقٌّ على المسلم بوجوب تعظيمها، وتشريفها بالعبادة والعمل الصالح كما شرّفها رب العزّة -سبحانه- بالتعظيم والتحريم.
الحكمة من تحريم الأشهر الحرم :
أما عن الحِكمة من تحريم الأشهر الحرم ،هو أن هذه الأشهر تاتي كمحطّةٍ بين رُكنَين من أركان الإسلام، وهما: الصيام، والحجّ؛ إذ يأتي شهر رجب المُحرّم قبل شهر رمضان، فيكون فرصةً للاستعداد لصيام رمضان،في حين تأتي فريضة الحجّ في الأشهر الحُرم؛ من أجل أن تتفرّغ النفس للعبادة، حيث أن الحج من العبادات التي تحتاجمشقة وبَذْل الجُهد والطاقة لأداء المناسك على الوجه المشروع.
كما أن الحكمة في تحريم تلك الأشهر تعتبر فرصة ثمينة لمَنْح النفوس فرصةً للمراجعة، والتفكير في تحقيق المصالح، والهداية والدعوة إلى دين الإسلام، وتثبيت المسلمين على دينهم، وبذلك تتحقّق مصلحة الدين الإسلاميّ؛ فالشريعة الإسلاميّة تسعى في تحقيق ومراعاة النفوس، ورَفع الحرج والمَشقّة عنها؛ لتتحقّق بذلك المصالح، وتندفع المَضارّ والمَفاسد.
ويذكر أن العرب أخذت هذه العادة من سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام ،حين رفع القواعد للبيت العتيق وأذن للناس بالحج ،حيث استمرت القبائل بالأخذ بها ،حتى وصلت للعرب في مكة حتى ظهور الإسلام .
من الأشهر الحرم :
الأشهر الحرم هي أربعة شهور هجرية، ثلاثة منها متتالية وهي “ذو القعدة وذو الحجة ومحرم”، ويأتي شهر منفصلاً هو”رجب” .
محرم: الذي يعتبر أول شهور السنة الهجرية وهو الشهر الوحيد الذي أضيف إلى الله سبحانه وتعالى ،حيث يستحب الصيام في هذا الشهر لما له من فضل عظيم بعد صيام شهر رمضان ،لقوله صلى الله عليه وسلم : (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ).
رجب:وهو سابع الشهور الهجرية ويأتي بعد جُمادى الثانية، وقبل شهر شعبان، وسبب تسمية شهر رجب بهذا الاسم نسبة إلى عادة “الترجيب”في الجاهلية عند العرب ،حيث كانو يحتفلون بقوم هذا الشهر بتقديم الذبائح لأصنامهم،إلى أن أبطل الإسلام تلك العادة، وحرّمها؛ لأنّ تلك الذبائح كانت تُقدَّم لغير الله -سبحانه وتعالى-.
ذو القعدة: وهو الشهر في المرتبة الـ11 من شهور السنة الهجرية يأتي بعد شوال وقبل ذي الحجة ،وسمي بهذا الاسم لأنّ العرب كانت تقعد فيه عن الأمور التي تؤدّيها في غيره من الشُّهور.
ذو الحِجّة: وهو آخر شهور السنة الهجرية ،بعد شهر ذي القعدة، وقد سُمِّي بذلك؛ لأنّ فريضة الحجّ تُؤدّى فيه.
ومن الأشهر الحرم هي :محرم ،ذو القعدة ،ذو الحجة ،رجب .